لم يعجبني هذا الكتاب للأسف!
اتفقت مع الكاتب بأشياء. ولكنني اختلفت معه بأشياء أكثر!
وجدت أنه ليس بذاك الاطلاع الواسع الذي ظننته عليه.
ووجدت أيضاً أن عنده أفكار وقناعات نمطية (ساذجة نوعاً ما) بحاجة لبحث وتحقيق.
ومن أكثر هذه القناعات سذاجةً هي أنه صرح في مقدمة كتابه أنه يملك "الحقيقة" وسوف يعرضها في كتابه هذا!!
وما هي هذه الحقيقة؟
العلمانية هي الحل!

غاية أوزون من الكتاب هي أن يقول (كما صرح في آخر الكتاب) أن الحل لمشاكلنا هو العلمانيّة!
وإن كنتُ أتفق معه جزئياً في هذه المسألة، إلا أنني لم أحب أسلوبه العجيب في الوصول إليها!
فمثلاً رأيته يبني صورة سلبية تماماً عن التاريخ الإسلامي،
صورة ليس فيها ولا شيء مضيء. لا شيء إيجابي على الإطلاق!
ففي جميع المجالات أتى بالروايات التي تظهر الجانب السلبي فقط لا غير! أما الروايات الإيجابية فتجاهلها!
والمزعج أنه لم يكتفِ بتجاهلها، بل حكم عليها بأنها غير صحيحة!!
ولعل أبرزها رواية أن الفاروق عمر بن الخطاب اقتص من عمرو بن العاص للنصراني الذي ضربه ابن عمرو. أوزون عندما عرض هذه الرواية قال أنها مصطنعة وغير صحيحة!! لماذا؟ لا سبب مقنع!!!! فقط كي يثبت، على ما يبدو، أن التاريخ الإسلامي (والديني عموما) ليس فيه عدل وكله ظلم وظلام وليل دامس!!!!!
أعتقد أن أوزون لم يكن محايداً ولا حتى منطقياً في طرحه.
هو فقط أراد أن يظهر الجانب المظلم والسلبي في التاريخ الإسلامي كي يوصِلنا إلى أن الحل ليس في الإسلام ولا في الدين عموماً .. بل هو في العلمانية!
وقد كانت الأمانة العلمية تقتضي منه أن يعرض لنا الجانب السلبي للعلمانية أيضاً كما عرض لنا الجانب السلبي للدين ثم يترك لنا نحن الحُكم والبحث والقرار.
ولكنه لا يريد أن يترك لنا القرار. ولا يريد منا أن نناقشه حتى في جدارة العلمانية.
فهو كما صرّح في أول كتابه، يمتلك الحقيقة. والعلمانية هي الحقيقة. هي الحل. هي خطة الإنقاذ. وفقط!
منك لله يا أوزون!
خيبت ظني!!!