هذه الرواية غيَّرت نظرتي للرواية العربية عموماً.
فقد كُنتُ مترددا جداً قبل قراءتها، على الرغم من أنَّ عدداً لا بأس به من الأصدقاء الموثوقين رشحوها لي. ولكنني كنت خائفاً من أن أضيع وقتي في قراءة رواية عربية سخيفة – كما كنتُ أظنّ!
لا أدري إن كان كاتُبُ هذه اللوحة الأدبية الرائعة يرى روايتهُ عالميَّة أم لا، ولكنني أراها عالميَّة بامتياز – وإن كانت غير مترجمة إلى لغات أخرى حتى الآن ربما.
هي رواية تتوافر فيها كل صفات العالميَّة. هي عالميّة، لأنها إنسانية بامتياز.
في الحقيقة، أنا لم أرَ أنها قصَّة عيسى (أو هوزيه) فقط. بل رأيتُها قصَّة كُل واحِد فينا. كُلنا نحس بهذه الوَحدة التي كان يعاني منها عيسى. كُلُّنا نشعُر ولو أحياناً، بتلك اللدغة المؤلمة التي يسببها لنا المُجتمع بنظرته الظالمة والمجحفة في كثير من الأحيان.
كُلنا يتملكنا إحساس داخلي بأننا ضحايا – الضبط مثل عيسى.
ولكن الدرس الأعظم الذي يجب أن نتعلمهُ من ساق البامبو – وهو الدرس الذي أعتقد أن الكاتب السنعوسي يريدنا أن نتعلمَهُ أيضاً – هُوَ: أنَّ الحياة قد تقسو علينا من غير ذنب لنا، ولكن في نهاية المطاف فإنَّ قدرنا نحنُ نصنعُه بأيدينا.
في هذه الحياة، نحن على مفترق طُرق: إما أن نجثو أمام طغيان الحياة ونلوم الآخرين على تعاسة ظروفنا، وإما أن نقفَ كأشجار البامبو أمام سطوة الحياة ونتحمَّل مسؤولياتنا ونصنع أقدارنا التي نريد .. ونحقق ما نشتهي بأيدينا

شكراً أستاذي سعود السنعوسي على هذه التحفة الأدبية الرائعة ..
وأرجو أن تقبل اعتذاري على إساءة ظني بك، وبروايتِك قبل أن أقرأها.
لن أكرر خطأ الحٌكم المُسبق هذا مرةً أخرى .. أعِدُك.