بلقيس يا وجعي
ويا وجع القصيدةقصيدة جيدة.
على ما أعتقد أنها تمثيل ممتاز للمقولة العربية الشهيرة:
القرد بعين أمه غزال
لا لا .. اصبر شوية!! خليني أكمل!!
طبعاً أنا لا أنتقص من قيمة بلقيس رحمة الله عليها،
لكن قصدت أن القصيدة تعكس شيئاً اعتدت أن أمقته، وهو الأنانية.
فكل مُحِبّ يرى محبوبه أجمل البشر،
وكل عاشق يرى معشوقه نبيّاً (تماماً كما فعل نزار مع بلقيس حين وصفها بالنبيّة).
ولكن الآن، وبعدما حصّلت خبرة ضئيلة في الموضوع، تركت كل مشاعر المقت والكراهية لهذه الأنانية، بل أصبحت أتعاطف معها جداً.
لماذا؟ لانها صفة بشرية. وهي بالتأكيد تدخل ضمن صفات الضعف والهشاشة البشرية،
وبرأيي أن صفات الضعف هي التي تعطي الإنسان إنسانيته وبشريته! فلا يمكن لنا أن نحصل على قصيدة جميلة كهذه إذا قرر نزار مثلاً أن يتخلى عن أنانيته وضعفه!
بالتأكيد لم نكن لنحبّ القصيدة لو أن نزار لم يُعلي من قيمة بلقيس بشكل مبالغ فيه!
بل لا يمكنني أن أتصور القصيدة بدون مبالغاتها! وبدون أنانية نزار وعدم موضوعيته!! الموضوعية أحياناً - آو غالبا ربما - تقتل الجانب الرومانسي. بل وتقتل الجانب الإنساني.
لذلك، مقولة
[القرد بعين أمه غزال] تعتبر ميزة في هذا المقام :)
فالحبّ البشري، ضعيف وأناني و لاموضوعي، وفي هذا عظمته وجماله.
القصيدة جميلة.
وهي أجمل بصوت نزار. فصوته يضيف عليها الإحساس. وهذا شيء مهم ورائع.