
عجيبة هي حياة المفكر محمود محمد طه،،
فعلى الرغم من اتهامه بالردة عن الإسلام بسبب فكره وكتاباته ( مثل كتابه الرسالة الثانية من الاسلام )، فقد تم إعدامه لسبب مختلف تماماً وبتهمة لا علاقة لها بالدين!
القصة باختصار، محمود طه كان أول من دعى إلى إقامة نظام جمهوري عادل في دولة حكمها نظام متشرذم فاسد. لم يرق للنظام هذا الأمر، فدخل على الناس بلباس الدين وخوفهم من الراحل محمود طه واتهمه بالردة. ثم أعدمه - لا بتهمة الردة - إنما بتهمة اثارة الكراهية ضد الدولة! تصفية سياسية بحتة.
بالنسبة للكتاب، فهو كتاب جميل، جديد، ملفت للنظر بلا شك.
الفكرة مثيرة للاهتمام، يمكن تلخيصها في بضعة أسطر:
" إن الاسلام رسالتان: رسالة أولى قامت على فروع القران، ورسالة ثانية تقوم على أصوله.
ولقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى .. ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل. وسيتفق لها ذلك حين يجيء رجالها، وحين تجيء أمتها، وذاك مجيء ليس منه بد .."
يشبه الكاتب الإسلام بالهرم، قمته عند الله ( إن الدين عند الله الإسلام )، وقاعدته عند الناس (الشريعة).
الفكرة، أن الناس لا يجب عليهم أن يلتزموا بهذه الشريعة (قاعدة الهرم)، بل واجبهم أن يرتقوا بها من قاعدتها الغليظة إلى قواعد أقل غلظة إلى أن يصلوا إلى قمة الهرم (الإسلام الحقيقي) -- الشريعة وسيلة وليست غاية في حد ذاتها.
كما يناقش الكتاب أيضاً عددا من التشريعات التي جاء بها الإسلام في رسالته الأولى، باعتبارها فروعاً لا أصولاً. منها : تعدد الزوجات، الطلاق، الجهاد، عدم المساواة بين الرجل والمرأة ... وغيرها.
الكتاب بمجمله جميل، يحمل فكرة جديدة.
لا يخلو في بعض أجزاءه من الملل .. والرتابة.