كتاب جميل وبسيط .. وصغير!
وربما أن صِغَر حجمه هو ما أضفى عليه جمالاً زائداً :)
ويل ديورانت وزوجته آرييل هما، بلا شك، من العقول الضخمة التي لا يملك الواحد منا إلا أن يحترمها ويجلّها – وإن اختلف معها في مواضع يسيرة.

لست هنا في معرض تقييم للكتاب .. فهو باختصار كتاب ممتع إلى حد ما (لا يخلو من الملل والرتابة ..!!) وهو استخلاص للدروس والعِبر من رائعة ديورانت الشهيرة "قصّة الحضارة" – التي أتمنى أن أقرأها خلال السنة القادمة 2015 :)

هنا سأورد بعض ما أعجبني من اقتباسات تستحق الذكر:
١] إن العلم محايد. فهو مستعد للقتل كما هو مستعد للشفاء. وهو مستعد للهدم أكثر من استعداده للبناء. وفي بعض الأحيان أُحِسّ أن أسلافنا في العصور الوسطى وعصر النهضة، عندما اهتمّوا بالأدب والفن والأسطورة أكثر من العلم والقوة، كانوا أحكم منّا. نحن الذين اهتممنا بالآليات على حساب الأهداف والغايات.
٢] وليست الثورة الحقيقية الوحيدة الا تنوير العقل وتحسين الشخصية، وليس التحرير الحقيقي الوحيد الا تحرير الفرد، وليس الثوريون الحقيقيون إلا الفلاسفة والقديسيين.
٣] ومعظم التاريخ ظن وتخمين والبقية الباقية تحامل وهوى
٤] ولا يمكن لإنسان واحد مهما كان عبقرياً او عالماً ان يصل في حياته الى درجة اكتمال الفهم التي تتيح له الحكم المضمون على عادات المجتمع ومؤسساته ورفضها لان هذه العادات والمؤسسات تمثل حكمة الاجيال بعد قرون من التجريب في معمل التاريخ.
٥] وقد تداوي الاباحية الجنسية نفسها من خلال افراطها ذاته ، وقد يعيش اطفالنا الذين تحرروا من المراسي حتى يروا سيادة النظام والتواضع ، فارتداء الملابس سيكون اكثر اغراءاً من العري.
٦] وان اول شرط من شروط الحرية هو تقييدها ، ولو جعلناها مطلقة لماتت من الفوضى
٧] ولا شك ان الدكتاتورية تنشأ من الديموقراطية ، كما ان اخطر انواع الطغيان والعبودية ينشأ من اشد اشكال الحرية تطرفاً