بدأت بقراءة هذا الكتاب على التوازي مع كتاب الفيلسوف الكبير راسل.
طبعا لا يخفى على أحد أن عنوان وفكرة هذا الكتاب مستوحاة من راسل.

اقتحمت الكتاب وفي نيتي أن أقتنع! وأنا أعني ما أقول.
ولكنني وجدت أن الحجج الموجودة في الكتاب في غالبيتها الساحقة مبنية على ممارسات المسلمين وفقهائهم الخاطئة، لا على الإسلام القرآني الجامع. وعلى نظريات "أظن .. يبدو أن .. أحس ..." لا تسمن ولا تغني من جوع.
هذا الخلل أوضح لي أن الكاتب الذي يدعي أنه كان مسلما .. لم يكن يفهم شيئا حقيقيا عميقا عن الاسلام الحق!
هو كان مثل غالبية المسلمين اليوم متشبعاً بالروح الداعشية الاستعمارية!! فخروجه عن الاسلام مبرر تماما عندي.
الذي يقرأ الكتاب يعلم أن الكاتب حانق وغاضب .. وما في كتابه إلا مجرد تنفيس وتفريغ لغضبه. فموقفه المتعصب هذا يؤكد لي النظرية التي أكاد أكون مقتنعا تماما بها، وهي أن عدم الإيمان هو موقف نفسي أكثر منه عقلي!!
كما أن العديد من المستشرقين والنقاد أوضحوا أن كتابه متحامل على الاسلام بشكل غير مبرر وغير منطقي وأن حججه ضحلة وركيكة. وهذا الشيء كان واضحا تماما بالنسبة لي. فهذا الكتاب لا يرقى بأي شكل من الأشكال لمستوى كتاب برتراند راسل! وأعتقد أن محاكاة الكاتب لعنوان كتاب راسل هي محاولة غير ناجحة لركوب موجة كتاب فكري محترم إلى حد.

الفرق الأساسي الذي أحسست به اثناء قراءتي للكتابين ..
هو انني مع راسل شعرت بالإنصاف وبالحب وبرغبة في البحث رغم اختلافي مع الكاتب في بعض النقاط.
أما مع هذا الكاتب فقد شعرت بالخلاف والردح وبرغبة في تمزيق الثياب وبدء مناحة! أحسست بالكره وبرغبة في التقيؤ!
ملحوظة: الكاتب متأثر جدا بأستاذه المستشرق مونتغمري وايت. وهذا واضح في الكتاب.
كما أن أكثر من نصف الكتاب هو عبارة عن اقتباسات كُتَّاب آخرين .. وآراء كُتَّاب آخرين.
لكن رغم ذلك .. أشكر الكاتب.
بالتأكيد استفدت من كتابه. استفدت أن الحقيقة لا تحتاج أن نردح أو نزور الوقائع حتى ننصرها!
بالعكس، الحقيقة تحتاج أن نبحث عنها بشكل متواصل ومنصِف .. وهي ستتكفل بإظهار نفسها :)