لطالما آمَنتُ بأن لكل واحد منا شبيهاً في عالم الأدب.
أعتقد أنني في هذه الرواية القصيرة وجدتُ شبيهي! السيد جوليادكين هو أنا - إلى حد بعيد.

يستمر دوستويفسكي في إذهالي كلما قرأت له أكثر.
هو بلا شك خبير في النفس البشرية، يستطيع أن يسبر أغوارها بشكل دقيق لا يكاد يضاهيه فيه أحد. فلا عجب أن فرويد قال بأنه يعتبر دوستويفسكي معلماً له.
قرأت تعليقات سلبية عن هذه الرواية، فمن الواضح أنها لم تنل إعجاب كثير من القرّاء، فهي لم تنل في المقام الأول إعجاب النقاد عندما تم نشرها.
أعتقد آن السبب في ذلك يعود إلى أن كثيرا من القرّاء والنقاد عندما يقرؤون فإنهم يقرؤون قراءة حرفية بقصد النقد. وهذه القراءة برأيي لا تجدي نفعاً مع قامة أدبية رفيعة كَدستويفسكي. يجب أن تعيش شخصياته حتى تفهمها. يجب أن تعيش أعماله كي تعجب بها. وهذا هو السر في أعمال هذا الأديب العظيم.