إننا نجد عزاءات ونتعلم حيلاً نخدع أنفسنا بها ولكن الشيء الجوهري (الطريق) لا نجده لنفكر قليلا،، الحياة بطبيعتها مبرمجة لتكون غير مُرضية ولا كافية مادياً.
سيكون هناك دائما شيء ناقص، شيء نحتاجه ونرغب في الحصول عليه! وستكون دائما هناك أشياء تُشعرنا بأننا لا نملك شيئا على الإطلاق. لذلك، أليس من الرائع أن نكون في حالة سلام ورضى مع أنفسنا ومع ما نملك؟ أليس من الأجمل أن نقنع بما عندنا بدون إرهاق نفسي وتفكير بما ليس عندنا؟ -- سدهارتا اعتقد بذلك، وسعى إليه حتى وصل.

سدهارتا لا يحب أن يتمسك بالألفاظ، ولا بالشكليات، ولا حتى بالتلقين والتعليم النظري المجرد. هو يسعى وراء الحكمة. ولا يقف عند المعرفة النظرية المتَعَلَّمة.
سدهارتا يعلم أن الحكمة لا يمكن لأحد أن يُعلّمها، بل يجب على الإنسان أن يتعلمها وأن يصل إليها من خلال تجاربه في الحياة وتفاعله مع المشاعر والعذابات الإنسانية المختلفة – من حب، وحسد، وكراهية، وغرق في المادية، وغيرها. ولكن، هل يعني هذا أن التعليم (العلم النظري) غير مهم؟ بالتأكيد لا، التعليم مهم، فالإنسان لا يستطيع أصلا أن يتعامل مع الحياة وأن يختبرها ويستفيد من تجاربه إلا من خلال قدر معين من المعرفة (العلم). والحكمة هي التي تضيء هذه المعرفة وتنقلها من معرفة مجردة إلى نور يُهتدى به. المعرفة هي الجسد، والحكمة هي الروح. كلاهما ضروري.
قال سدهارتا: إليك هذه الفكرة التي تركت تأثيرها في نفسي يا جوفيندا،
الحكمة لاتقبل التوصيل ,والحكمة التي يحاول الرجل العظيم توصيلها للآخرين ,تبدو دائما حمقاء؟
فتساءل جوفيندا: أتراك مازحا؟
فقال: كلا وإنما أخبرك بما أكتشتفته. المعرفة يمكن ان تكون قابلة للتوصيل, أما الحكمة فلا. وقد يستطيع المرء أن يعثر على الحكمة ,وان يتقوى بها, وأن يصنع الاعاجيب من خلالها , ولكنه لن يستطيع توصيلها وتعليمها
الرواية جميلة جداً،، فكرتها عظيمة، ومعانيها قمة في الرقي.
ولكنني وجدت الترجمة سيئة إلى حد ما، وتفتقر إلى الجمال اللغوي وتعاني من الركاكة بشكل غريب!
( الترجمة التي قرأتها هي ترجمة جيزلا فالور حجار )
لا أنسى أن أشكر صديقي الرائع عبدالله الزعبي على إعطائي نسخة من الرواية وتشجيعي على قراءتها :)